للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقول: (إن تعنف أخاك فتغضبه لا أكلمك) بالجزم، تقول: (إن تعنف أخاك فتغضبه با أكلمك) بالنصب على السببية.

فإن جئت بالفعل بعد الجواب، جاز فيه الرفع على الاستئناف زيادة على الوجهين السابقين (١). نحو (إن تكرم سالما أكرمك وأساعدك) فالجزم على العطف، والنصب على المعية، والرفع على الاستئناف، ومعنى الاستئناف أنك تساعده، سواء فعل ذلك أم لا.

فمعنى الجزء أنك تساعده أن أكرم سالمًا، ومعنى الرفع أنك تساعده على كل حال وليست مساعدتك له مرتبطة بالشرط ومثله قوله تعالى: {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} [آل عمران: ١١١]، فجاء بالفعل مرفوعا، والمعنى أنهم لا ينصرون وليس ذلك مشروطًا بالقتال، وإنما هو أخبار مستأنف، ولو جزم لكان مشروطا بالقتال.

[اجتماع الشرط والقسم]

إذا اجتمع شرط وقسم، فالجواب للسابق منهما، فإن تقدمهما ذو خبر، جاز جعل الجواب لأي منهما (٢).

وذلك لأن المتقدم يكون الكلام مبنيا عليه، فإذا قلت (والله إن زرتني لأكرمنك) فقد بنيت الكلام على القسم، وكان الشرط مقيدًا له، وإن قلت (إن زرتني والله أكرمك) كنت بنيت الكلام على الشرط وجعلت القسم عترضا.

جاء في (أمالي ابن الشجري): " والله إن قمت لأقومن - لأقومن جواب القسم والشرط معترض .. وإن تقدم الشرط كان القسم معترضا، والجواب للشرط، مثل: إن قمت والله قمت (٣).


(١) انظر: الأشموني ٤/ ٢٤ - ٢٥، التصريح ٢/ ٢٥١
(٢) التصريح ٢/ ٢٥٣، شرح ابن الناظم ٧٩٠، شرح ابن عقيل ٢/ ١٢٦
(٣) أمالي ابن الشجري ١/ ٢٤٠، وانظر شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٨٤، كتاب سيبويه ١/ ٤٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>