للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - إذا كان في الكلام مضاف ومضاف إليه، فالأصل أن يعود الضمير على المضاف نحو (جاء أخو خالد فاكرمته) أي فأكرمت الأخ وكقوله تعالى: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} [إبراهيم: ٣٤]، فالضمير عاد على المضاف.

وقد يعود على المضاف إليه مع القرينة وذلك نحو قوله تعالى: {فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا} [غافر: ٣٧]، فالضمير عائد على المضاف إليه وهو موسى.

وكقوله تعالى: {واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون} [النحل: ١١٤]. (١)

[عود الضمير على الجمع]

الأصل في جمع العلاقات أن يعود الضمير عليه بصيغة الجمع ولا يعود عليه بغير ذلك إلا قليلا فيقال: الهندات ذهبن. قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهن} [البقرة: ٢٣٣]، وقل أن يقال: الهندات ذهبت (٢).

وأما جمع غير العاقل فالغالب أن يعود عليه الضمير في جمع الكثرة بالأفراد وفي القلة بالجمع. (٣) وجمع القلة يكون من الثلاثة إلى العشرة والكثرة ما زاد على العشرة تقول: (الأشجار سقطن) إذا كانت الأشجار قليلة وتقول (الأشجار سقطت) إذا كانت كثيرة جاء في الهمع: والأحسن في جمع المؤنث غير العاقل إن كان للكثرة أن يؤتى بالتاء وحدها في الرفع وهامع التاء في غيره. وإن كان للقلة أن يؤتى بالنون فالجذوع انكسرت وكسرتها أولى من انكسرن وكسرتهن والأجذاع بالعكس بالعكس (٤).

وهذا ما نطق به القرآن الكريم واستعمله العرب في الكثير من كلامهم. قال تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: ٣٦].


(١) انظر البرهان ٤/ ٣٩، الاتقان ١/ ١٨٥
(٢) انظر الهمع ١/ ٥٩ - ٦٠
(٣) انظر معترك الاقران ٣/ ٥٨١، الهمع ١/ ٥٩
(٤) الهمع ١/ ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>