للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نائب الفاعل]

قد يترك الفاعل ويؤتى بما ينوب عنه لأغراض متعددة، منها - كما يقول النحاة - لفظي كالسجع نحو قولهم (من طابت سريرته حمدت سيرته) ولإقامة النظم (١) كقوله:

علقتها عرضا وعلقت رجلا ... غيري، وعلق أخري ذلك الرجل

ومعنوي كأن يحذف للجهل به، كقولك (سُرق المتاع)، و (كسر الباب)، إذا لم تعلم فاعله.

أو للعلم به فقد يكون معلومًا للمخاطب، فلا تكذهر له، كقولك (خلق الإنسان عجولا) أي خلق الله الإنسان.

وقد يحذف لأنه لا يتعلق غرض بذكره، وذلك نحو قوله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} [البقرة: ١٩٦]، فإنه لا يتعلق غرض بذكر المحصر، إذ لو ذكر فاعلا بعينه لتوهم أن هذا الحكم مختص بهذا الفاعل دون غيره، وكقوله تعالى: {أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل} [البقرة: ١٠٨]، وقوله: {وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} [البقرة: ٢٤٦]، فإن الحكم لا يتغير بذكر المخرج، ونحوه قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: ٨٦]، فإنه حذف الفاعل لأنه لا يتعلق غرض بذكره. ومثله قوله {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: ١٤٠]، وقوله: {إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها} [النساء: ١٤٠]، وقوله {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} [النساء: ١٤٨].

أيا كان الظالم وقوله: {وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب} [المائدة: ٣]، أيا كان الذابح وقوله: {فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما} [المائدة: ١٠٧]، ، أيا كان العاثر.


(١) الهمع ١/ ١٦١ - ١٦٢، التصريح ١/ ٢٨٦، الأشموني ٢/ ٦١، الصبان ٢/ ٦١، حاشية الخضري ١/ ١٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>