للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد ... كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (١).

ونحو قوله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهي في الحديث ليست مصدرية فإنه لم يقع التشبيه بالرؤية، وأنت لو صرحت بالمصدر ههنا، لم يكن كلاما صحيحا فإنه لو قيل: صلوا كرؤيتكم صلاتي، لم يكن مطابقًا للمعنى المقصود (٢).

ونحو قوله تعالى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} [الأعراف: ١٣٨]، قيل: وقد تدخل على (من) والباء نحو (إني مما افعل ذاك) ونحو قوله:

وإنا لما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم

وقوله:

فلئن صرت لا تحير جوابا ... ليما قد ترى وأنت خطيب

ويحتملان غير ذلك (٣).

والغرض من زيادة (ما) هذه أن تهيء الحرف للدخول على ما لم يكن يدخل عليه فيدخل على الأفعال وعلى الجمل الإسمية، فهي توسع دائرة استعمال الحرف، بعد أن كان منحصرًا في دائرة معينة، ف (رب) مثلا مختصة بالأسماء الظاهرة النكرة، فإذا دخلت عليها (ما) هذه وسعت دائرة استعمالها، فأصبحت تدخل على الأسماء الظاهرة والمضمرة، على النكرات والمعارف، على الأفعال والأسماء تقول (رب كلمة تهوي بصاحبها في النار) ولا يصح أن نقول (رب الكلمة) ولا (رب تهوى) فإن أدخلت عليها (ما) هذه صح كل ذلك فتقول: (ربما ألقت الكلمة صاحبها في النار) و (ربما الكلمة عادت على صاحبها بالوبال)، قال الشاعر:


(١) المغني ١/ ١٧٨، ٣٠٩
(٢) بدائع الفوائد ١/ ١٤٤
(٣) انظر كتاب سيبويه ١/ ٤٧٦، المغني ١/ ٣١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>