ومن ذلك قوله تعالى:{وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}[البقرة: ١٥٥ - ١٥٦].
وهذه حالة مستمرة.
وقوله:{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل}[البقرة: ٢٠٥]، وقوله:{وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم}[البقرة: ٢٠٦].
وقوله:{وإذا لقوكم قالوا أمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ}[آل عمران: ١١٩].
وقوله:{وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما}[يونس: ١٢]، وهذه حال الإنسان على وجه الاستمرار.
ونحوه:{وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا}[الإسراء: ٨٣]، وقوله:{وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها}[النور: ٣٦].
وقد ذكر الفراء أنها تجيء للدوام والدأب فقال:" وأما قول الكميت:
ماذاق بوس معيشة ونعيمها ... فيما مضى أحد إذا لم يعشق
إنما أراد: لم يذقها فيما مضى ولن يذقها فيما يستقبل إذا كان لم يعشق. وتقول (ما هلك امرؤ عرف قدره) فلو ادخلت في هذا (إذا) كانت أجود من إذ لأنك لم تخبر بذلك عن واحد فيمون باذا وإنما جعلته كالدأب فجرى الماضي والمستقبل. ومن ذلك أن يقول الرجل للرجل:(كنت صابرا إذا ضربتك) لأن المعنى: كنت كلما ضربت تصبر، فإذا قلت: كنت صابرا إذا ضربت فإنما أخبرته عن صبره في ضرب واحد" (١).
(١) معاني القرآن ١/ ٢٤٤، وانظر بحث الشرط بأن وإذا في القرآن الكريم للدكتور على فوده، بمجلة كلية الآداب بجامعة الرياض - المجلد الرابع - السنة السابعة (١٣٩٥ - ١٣٩٦ هـ/ ١٩٧٥ - ١٩٧٦ م) ص ٦٦، وانظر الرضي على الكافية ١/ ١١٣