للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختار ابن مالك قولا ثالثا، وهو أن يكون معطوفا، عطف مفرد على مفرد، على التقدير (اتق تلاقي نفسك والمراء) فحذف الفعل، ثم حذف المضاف (تلاقي)، وأقيم المضاف إليه مقامه فصار (نفسك والمراء) ثم حذف المضاف (نفس) واقيم المضاف إليه مقامه، وهي الكاف ثم حول ضمير الجر، إلى ضمير نصب منفصل فصار (إياك والمراء) (١).

وهي تكلف واضح تبدو فيه كثرة الحذف بدون موجب، وذلك في الآراء كلها.

والراجح في مثل هذا أن تكون الواو للمعية، والمعنى إياك وممارسة المراء، أو التلبس به او مصاحبته ونحو ذلك، ولا داعي لهذه التقديرات المتكلفة.

قال ابن مالك في التسهيل: (ولا يعطف في هذا الباب إلا بالواو، وكون ما يليها مفعولا معه جائز (٢))

وجاء في شرح الرضي على الكافية: ولا يمتنع أن يدعى أن الواو التي في المحذر بمعنى مع (٣).

وهو فيما نرى ليس جائزا فقط بل هو الراجح الذي يؤدي المعنى بدون تكلف، ولا كثرة حذف.

٢ - رأسك والحائط:

وهي كالتي قبلها والواو عندهم للعطف، والتقدير قِ رأسك واحذر الحائط، فيكون الكلام جملتين، ويذكرون وجوها أخرى مشابهة كما مر في (إياك والمراء) (٤)، وهي في جملتها تقديرات متكلفة مقاربة لما ذكرناه في العبارة السابقة، والراجح أن تكون أيضا للمعية، أي احفظ رأسك من الحائط، ومصاحبته، ونحو (يدك والنار) أي يحذره أن تمس يده النار وتصاحبها.


(١) التصريح ٢/ ١٩٣
(٢) التسهيل ١٩٣
(٣) الرضي ١/ ١٩٨، وانظر الأشموني ٣/ ١٩١، حاشية الخضري ٢/ ٨٨
(٤) الأشموني ٣/ ١٩٠، وانظر الصبان ٣/ ١٩٠

<<  <  ج: ص:  >  >>