للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - إرادة العموم نحو قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت: ٣٠]، (١) وقوله {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: ١٨٤]، وقوله: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} [النساء: ١٥].

١٠ - أرادة واحد من الجنس غير معين وذلك كأن تقول: (أنت كالذي بني بنيانا حتى إذا أتمه وأكمله هدمه) فأنت لا تريد واحدًا بعينه من أفراد الجنس، بل أنت تفترض واحدًا هذا شأنه، ونحوه قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا} [النحل: ٩٢]، وقوله {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم} [البقرة: ١٧]، جاء في (دلائل الإعجاز) في (الذي: " يجيء كثيرًا على أنك تقدر شيئا في وهمك ثم تعبر عنه بالذي ومثال ذلك قوله:

أخوك الذي أن تدعمه لملمة ... يجبك وأن تغضب إلى السيف يغضب.

وقول الآخر:

أخوك الذي إن ربته قال إنما ... أربت وإن عاتبته لان جانبه

فهذا ونحوه على أنك قدرت إنسانًا هذه صفته، وهذا شأنه، وأحلت السامع على من يتعين في الوهم دون أن يكون قد عرف رجلا بهذه الصفة:

فأعلمته أن المستحق لاسم الأخوة هو ذلك الذي عرفه. حتى كأنك قلت:

أخوك زيد الذي عرفت أنك أن تدعه لملمة يجبك. ولكون هذا الجنس معهودًا من طريق الوهم والتخيل جرى على ما يوصف بالاستحالة كقولك للرجل وقد تمنى: هذا هو الذي لا يكون، وهذا ما لا يدخل في الوجود". (٢)


(١) الاتقان ١/ ١٩٠ معترك الاقران ٣/ ٥٨٩
(٢) دلائل الإعجاز ١٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>