للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو (ولما تقم). ومثل غير المتوقع أن تقول ابتداء: لم تقم أو لما تقم (١).

وجاء في (شرح الرضي): " وقد تستعمل في غير المتوقع أيضا نحو: (ندم ولما ينفعه الندم) (٢). وذلك أن (قد) ربما جاءت في غير المتوقع كما أسلفنا.

٤ - أن (لما) لا تقترن بأداة الشرط بخلاف (لم)، قال تعالى: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} [المائدة: ٦٧]، وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} [المائدة: ٤٥]، ولا يقال: (أن لما تفعل)، ولا (من لما يحكم).

وذلك " لأن الشرط يليه مثبت (لم)، تقول: (إن قام زيد قام عمرو) ولا يليه مثبت (لما) لا تقول: أن قد قام زيد (٣).

وسبب ذلك أن (لما) إذا نفت الفعل صرفته إلى المضي، ولا يحتمل أن يكون لغير المضي، مثل (قد) في الإثبات فإن (قد) إذا دخلت على الفعل الماضي تعين أنه للمضي، ولا يصح صرفه إلى الاستقبال، بخلاف (لم) فإنه يصح صرفه ما بعدها إلى الاستقبال كما في مثبتها، فإن فعل للمضي وقد يحتمل الدلالة على الاستقبال بقرينة نحو قوله تعالى: {ونفخ في الصور} [الزمر: ٦٨]، ومنفيه أعنى (لم يفعل) كذلك فهو للمضي، وقد يحتمل الدلالة على الاستقبال، كقوله تعالى: {لم يدخلوها وهم يطمعون} [الأعراف: ٤٦]، وهذا في أصحاب الأعراف وهو من مشاهد القيامة.

ولذا جاز اقتران (لم) بأداة الشرط، كما جاز اقتران مثبتها بها، لأن الشرط يصرف الفعل إلى الاستقبال، تقول: (إن زرتنا أكرمناك وإن لم تزرنا لم نكرمك)، ولم يجز اقتران (لما) بها كما لم يجز اقتران مثبتها بها، فلا تقول: (إن قد قام)، ولا (إن لما يقم).


(١) المغني: ١/ ٢٧٩
(٢) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٧٨
(٣) التصريح ٢/ ٢٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>