للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في (شرح ابن يعيش): " ولا تستعمل (إنْ) إلا في المعاني المحتملة المشكوك في كونها، ولذلك قبح (إن أحمر البسر كان كذا)، و (إن طلعت الشمس آتك)، إلا في اليوم المغيم (١).

وربما ورد بعدها المتيقن قليلا، وذلك نحو قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} [البقرة: ٢٣] وقوله: {أفأين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [آل عمران: ١٤٤]، وهو ميت لا محالة.

جاء في (شرح ابن يعيش): " وتقول من ذلك: (إن مت فاقضوا ديني) وإن كان موته كائنا لا محالة فهو من مواضع (إذا)، إلا أن زمانه لما لم يكن متعينا، جاء إستعمال (إن) فيه، قال تعالى: {أفأين مات او قتل أنقلبتم على أعقابكم} [آل عمران: ١٤٤] (٢).

وجاء في (الطراز) في (إن) " لا تقع إلا في المواضع المحتملة المشكوك فيها، قال الله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} [الأنفال: ٦١]، وقال تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك} [فاطر: ٤].

فإن استعملت في مقام القطع، فأما أن يكون على جهة التجاهل، وأنت قاطع بذلك الأمر ولكنك ترى أنك جاهل به، وأما على أن المخاطب ليس قاطعا بالأمر، وإن كنت قاطعًا به، كقولك لمن يكذبك فما تقوله وتخبر به: (إن صدقت فقل لي ماذا تفعل؟ ) وأما لتنزيل المخاطب منزلة الجاهل، لعدم جريه على موجب العلم، وهذا كما يقول الأب لابن لا يقوم بحقه: (إن كنت أباك فاحفظ لي صنيعي فيك) (٣).

وجاء في (مختصر المعاني) للتفتازاني: " وقد تستعمل (إن) في مقام الجزم بوقوع الشرط تجاهلا، كما إذا سئل العبد عن سيده هل هو في الدار، وهو يعلم أنه فيها فيقول:


(١) شرح ابن يعيش ٩/ ٤، وانظر شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٨٢، المقتضب ٢/ ٥٦
(٢) شرح ابن يعيش ٩/ ٤
(٣) الطراز ٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>