للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما أن تكون زائدة للتوكيد، فلا يتغير الكلام بها عن عمل ولا معنى فالتوكيد ما ذكرته في هذه الحروف سوى (حيثما) و (إذ ما).

واللازم ما وقع فيهما ونظيرهما قولك: (إنما زيد أخوك) منعت (ما) (إن) عملها" (١).

وجاء في (شرح ابن يعيش): " قد تزاد (ما) مع (إنْ) الشرطية مؤكدة، نحو قولك: (إما تأتني آتك) والأصل: إن تأتني آتك، زيدت (ما) على (إنْ) لتأكيد معنى الجزاء، ويدخل معها نون التوكيد، وإن لم يكن الشرط من مواضعها، لأن موضعها الأمر والنهي، وما أشبههما، مما كان غير موجب، وذلك نحو قوله تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى} [البقرة: ٣٨]، وقال سبحانه: {فإما ترين من البشر أحدا} [مريم: ٢٦]، وقال: {وإما تعرضن عنهم} [الإسراء: ٢٨].

والعلة في دخولها أنها لما لحقت أول الفعل بعد (إن) اشبهت اللام في (والله ليفعلن) فجامعتها نونا التوكيد، كما تكون مع اللام في (ليفعلن) وجهة التشبيه بينهما أن (ما) هنا حرف تأكيد، كما أن اللام مؤكدة ..

وقد يجوز أن لا تأتي بهذه النون مع فعل الشرط، وذلك نحو قولك: إما تأتني آتك (٢).

وجاء في (الكشاف) في قوله تعالى: {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم} [فصلت: ٢٠]، " فإن قلت: (ما) في قوله (حتى إذا ما جاؤها) ما هي؟

قلت: مزيدة للتأكيد، ومعنى التأكيد فيها أن وقت مجيئهم النار لا محالة، أن يكون وقت الشهادة عليه، ولا وجه لأن يخلو منها، ومثله قوله تعالى: {أثم إذا ماوقع آمنتم به} [يونس: ٥١]، أي لابد لوقت وقوعه من أن يكون وقت إيمانهم به (٣).


(١) المقتضب ٢/ ٥٤
(٢) شرح ابن يعيش ٩/ ٥، وانظر الهمع ٢/ ٦٣
(٣) الكشاف ٣/ ٦٩

<<  <  ج: ص:  >  >>