الأول: أن تكون ردًا لكلام سابق، مثبتا أو منفيا، أو طلبا، وذلك نحو قولك لمن قال لك (أراك قد ملت إليه)، لا والله ما ملت إليه.
ونحو قولك لمن قال لك:(لا أراك ذاهبا معه) لا والله ليس الأمر كما ترى بل إني ذاهب معه. وكقولك لمن قال لك:(أكرم فلانا) ـ، لا والله لا أكرمه وكقولك لمن قال لك:(ألا تذهب إليه) لا والله لا أذهب إليه.
وقد يكون جوابها مثبتا، فتقول لمن قال لك:(أرى فلانا كاذبا). لا والله إنه لصادق.
والضرب الآخر، وهو المقصود أن تقع ابتداء من غير كلام سابق، والغرض من هذا النفي، الإيذان بنفي المقسم عليه، وتوكيد النفي الذي يجيء فيما بعد، وذلك نحو قوله تعالى:{فلا وربك لا يؤمنون} وكقول امريء القيس:
لا وأبيك ابنة العامري ... لا يدعي القوم أني أفر
فلا يكون جوابها إلا منفيا، والأمر فيها كما قال، من قال إنها إيذان بالنفي، وتوكيد له، وأما (لا أقسم) فالأمر فيها مختلف، فإن جوابها يكون مثبتا ومنفيا، ولم يرد في القرآن الكريم إلا مثبتا.
وهذا التعبير- أي القسم - لون من ألوان الأساليب في العربية، تخبر صاحبك عن أمر يجهله أو ينكره، وقد يحتاج إلى قسم لتوكيده، لكنك تقول له: لا داعي لأن أحلف لك على هذا، أو لا أريد أن أحلف لك أن الأمر على هذه الحال، ونحوه مستعمل في الدراجة عندنا نقول: ما أحلف لك أن الأمر كيت وكيت، أو ما أحلف لك بالله، لن الحلف بالله عظيم أن الأمر على غير ماتظن، أو ما أكول والله إن الأمر كذا وكذا (أي لا أقول والله).