للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله} [المؤمنون: ٩١] وقوله: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} [الأحزاب: ٤].

وأنا لا أذكر آية واحدة يمكن أن يقترن منفيها بـ (من)، ثم لم يقترن بها بخلاف (لم) فإنها لم يقترن منفيها بـ (من) ثم لم يقترن بها بخلاف (لم) فإنها لم يقترن منفيها بـ (من) ولو مرة واحدة على كثرة ما ترددت في القرآن الكريم، فدل ذلك دلالة واضحة على قوة نفي (ما) دون (لم).

والظاهرة الجديرة بالتسجيل أنه لا ينافس (ما) في اقتران منفيها بـ (من) إلا (أن) النافية فإنها لم ترد في القرآن الكريم إلا مقترنة بـ (من)، حيث أمكن ذلك في اللغة.

وأما (لا) النافية فإن منفيها لم يرد مقترنا بـ (من) هذه إلا في موطن واحد على كثرتها المستفيضة في القرآن، وهو قوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج} [الأحزاب: ٥٢]، قال تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون} [البقرة: ٤٨].

٣ - إن (ما) كثيرا ما تكون ردًا على كلام أو ما نزل هذه المنزلة، وذلك كأن يقول لك قائل: (لقد ذهب سالم إلى سعيد) فتقول له: (ما ذهب إليه)، قال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} فكان الجواب {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به} [المائدة: ١١٦ - ١١٧]، وجاء على لسان النسوة في سورة يوسف ردًا على التهمة التي ألصقتها به امرأة العزيز {حاش لله ما علمنا عليه من سوء} [يوسف: ٥١]، وجاء على لسان المكذبين ردًا على قول رسلهم، {إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء} [يس: ١٤ - ١٥].

وهذا يقع أيضا في غير الجمل الفعلية، فقد جاء ردًا على قول المنافقين {إن بيوتنا عورة} قوله تعالى: {وما هي بعورة} [الأحزاب: ١٣]، وعلى قولهم: {قالوا آمنا} قوله: {وما هم بمؤمنين} [البقرة: ٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>