ولا خالد مسافر) وذلك لأنها عند ذاك لا يراد بها ألا أشراك أكثر من طرف في النفي، كأن يقول لك قائل (خالد كاتب وإبراهيم شاعر) فتقول (لا خالد كاتب ولا إبراهيم شاعر). وهذا من باب دخولها على الجمل.
وقد تخل على الأسماء المفردة لا الجمل، وهي (لا) العاطفة، نحو:(جاء محمد لا خالد). والداخلة على الخبر: نحو: (هو لا شاعر ولا كاتب).
والنعت نحو قوله تعالى:{وظل من يحموم لا بارد ولا كريم}[الواقعة: ٤٣ - ٤٤]، وقوله:{وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة}[الواقعة: ٣٢، ٣٣].
والحال نحو (جئت لا مسرعا ولا مبطئًا)(١).
ولا يقع غير (لا) من حروف النفي في هذه المواضع الأخيرة أعني كونها عاطفة أو داخلة على الخبر، أو النعت، أو الحال، فلا يقال:(محمد ما حاضر) ولا (جاء محمد ما خالد) ولا غير ذلك من الصور التي ذكرناها.
وإذا دخلت على الخبر أو النعت أو الحال وجب تكرارها، لأنه يراد عند ذاك إشتراك أكثر من حالة في النفي، فيراد نفي أكثر من خبر أو نعت أو حال، ولا يصح نفي خبر واحد بها، أو نعت واحد، أو حال واحدة، وإذا أريد ذلك نفي بـ (غير) فقط، فتقول (هو ير مجيد) وتقول: (هو رجل غير كريم) وتقول: (رأيت محمدا غير راكب).
وقد تقول: ولماذا (غير) فقط؟ ألا ينفي الخبر بـ (ليس) أيضًا، فيقال:(هو ليس كريما أو مجيدًا؟ ).
والجواب أن (ليس) لم تنف الخبر وحده، وإنما نفت الجملة المؤلفة من الضمير المستتر الذي هو اسمها والخبر المنصوب الذي هو خبرها، ومن المعلوم أن (ليس) لا تنفي المفردات وإنما تنفي الجمل.