للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في (الكتاب): وتقول (أقل رجل يقول ذاك إلا زيد) لأنه صار في معنى: ما أحد فيها إلا زيد (١). وقال: (قلما) نفي لقوله (كثر ما) (٢).

وجاء في (الأصول) لابن السراج: اعلم إن (قل) فعل ماضي، و (أقل) اسم، إلا أن (أقل رجل) قد أجروه مجرى (قل رجل)، فلا تدخل عليه عليه العوامل، وقد وضعته العرب موضع (ما) لأنه أقرب شيء إلى المنفي القليل ..

وتقول (قلما سرت حتى أدخلها) من قبل أن (قلما) نفي لقوله (كثر ما) كما أن (ماسرت) نفي لقوله (سرت) ..

وتقول (قلما سرت) إذا عنيت سيرا واحدًا، أو عنيت غر سير، كأنك تنفي الكثير من السير الواحد كما تنفيه من غير سير (٣).

وجاء في (معاني القرآن) للفراء في قوله تعالى: {فقليلا ما يؤمنون} [البقرة: ٨٨]: " فيه وجهان من العربية:

أحدهما ألا يكونوا آمنوا قليلا ولا كثيرا، ومثله مما تقوله العرب بالقلة على أن ينفوا الفعل كله قولهم (قل ما رأيت مثل هذا قط).

وحكي الكسائي عن العرب: مررت ببلاد قل ما تنبت إلا البصل والكراث، أي ما تنبت إلا هذين ..

والوجه الآخر أن يكونوا يصدقون بالشيء قليلا، ويكفرون بما سواه (٤).


(١) كتاب سيبويه ١/ ٣٦١
(٢) كتاب سيبويه ١/ ٤١٥
(٣) الأصول ٢/ ١٧٤ - ١٧٦
(٤) معاني القرآن ١/ ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>