للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأكثرهم يجعل (ما) اسما بمعنى (شيء) و (أفعل) فعلا ماضيا، والمتعجب منه مفعوله، وتقدير الكلام في (ما أحسن عبد الله) شيء أحسن عبد الله (١). أي شيء جعل عبد الله حسنا، ثم نقل إلى معنى التعجب، وانمحي معنى الجعل (٢).

وقال آخرون: أن (ما) موصولة، والجملة بعدها صلتها، والخبر محذوف، أي: الذين أحسن عبد الله موجود.

وقال آخرون: (ما) استفهامية، وما بعدها خبرها (٣).

والأقرب إلى الصواب أن يقال: أن هذه عبارة تفيد التعجب، والتعجب معلوم، ثم أن التعجب انفعال قديم في نفس البشر، والأظهر أنه وضعت له صيغته ابتداء، لأن الإنسان محتاج إلى التعبير عنه قبل كثير من التعبيرات، ولا داعي للدخول في تحليلات تفسد المعنى والذوق.

ولعل الذي ألجأهم إلى هذا هو الاعراب، فالنحاة يرون ضرورة أعراب كل تعبير، ولو الجأهم إلى مسخ التعبير وإفساده.

ونحن نرى أنه لا داعي لاعراب كل تعبير، فهناك تعبيرات لا داعي لإعرابها، بل يكتفي بوصفها وهذا منها، أو يعرب على صورة أخرى ليس فيها مثل ها التمحل (٤).


(١) كتاب سيبويه ١/ ٣٧
(٢) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٤١
(٣) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٤١
(٤) أمامنا أكثر من خيار في إعراب جملة التعجب هذه، من دون تأويل مفسد للمعنى، ومن هذه الخيارات:
١ - ما: أداة تعجب؛ أفعل: متعجب منه.
زيدا: متعجب منه. ٢ - ما: حرف تعجب، وقد قلنا بحرفيته لأن الأصل في المعاني عند النحاة أن يعبر عنها بالحروف كالاستفهام والخطاب، والتعجب عند النحاة معنى حقه أن يؤدي بالحرف وقد قلنا بالأصل تخلصا =

<<  <  ج: ص:  >  >>