للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في (شرح الرضي على الكافية) أن هذه الأفعال قد تأتي "بمعنى (صار) مطلقًا من غير اعتبار الأزمنة التي يدل عليها تركيب الفعل، أعني الصباح، والمساء، والضحى، بل باعتبار الزمن الذي يدل عليه صيغة الفعل أعنى الماضي والحال والاستقبال (١) ".

والطريف في استعمال القرآن لأصبح أنها وردت فيه في ثمانية وعشرين موضعا، كلها في العقوبات والشر إلا في ثلاثة مواطن هي قوله تعالى {فأصبحتم بنعمته إخوانا} {آل عمران: ١٠٣} ـ، وقوله: {فأيدنا الذين أمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} [الصف: ١٤]، وقوله: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير}. [الحج: ٦٣].

قال تعالى: {فأصبح من النادمين} [المائدة: ٣١]، و {فأصبح من الخاسرين} [المائدة: ٣٠]، و {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها} [الكهف: ٤٢]، و {فأصبح هشيما تذروه الريح} [الكهف: ٤٥]، و {فأصبح في المدينة خائفا يترقب} [القصص: ١٨]، و {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} [هود: ٦٧].

ولم يرد (أمسى) ناقصا في القرآن الكريم وأما (أضحى) فلم يرد البتة.

٣ - أن تكون تامة فتكفي بمرفوعها ويراد بها الدخول في هذه الأوقات فيقال: أصبحا أي دخلنا في وقت الصباح، وأضحينا أي دخلنا في وقت الضحى، وأمسينا أي دخلنا في المساء قال تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} [الروم: ١٧].

قال ابن يعيش: "والثاني أن تكون تامة تجتزيء بمرفوع، ولا تحتاج إلى منصوب كقولك: أصبحنا، وأمسنيا، واضحينا، أي دخلنا في هذه الأوقات، وصرنا فيها، ومنه قولهم: أفجرنا أي دخلنا في وقت الفجر" (٢).


(١) الرضي على الكافية ٢/ ٢٢٦، وانظر الأشموني ١/ ٢٣٠، الهمع، ١/ ١١٤، التصريح ١/ ١٩٠ - ١٩١
(٢) ابن يعيش ٧/ ١٠٤، وانظر الرضي على الكافية ٢/ ٢٢٦، الأشموني ١/ ٢٢٦، سيبويه ١/ ٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>