للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين} [الصف: ١٣]، وأجاز سيبويه (جاء زيد ومن عمرو العاقلان) (١)، وتعطف النهي على الأمر قال تعالى: {فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} [يونس: ٨٩].

حتى إن جمهور البصريين قالوا إن واو المعية، وفاء السببية حرفا عطف في نحو (لا تأكل السمك وتشرب اللبن)، و (لا تقصر فتفشل) كما هو معلوم.

ثم قد يعطف الاسم المشبه للفعل على الفعل وبالعكس، كقوله تعالى: {يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي} [الأنعام: ٩٥]، وقوله: {أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن} [الملك: ١٩]، ومن المسلمات الأولى إن الاسم غير الفعل في الدلالة ويذكر النحاة أن الاسم يدل على الثبوت، والفعل يدل على الحدوث، والتجدد، نحو قولك (زيد مطلع) و (زيد يطلع) والاسم أقوى وأثبت.

وقال تعالى: {والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا} [العاديات: ١ - ٣]، فعطف الفعل على الاسم، والعطوف عليه مقسم به، وليس كذلك المعطوف الفعلي، فإن حرف الجر لا يدخل على الفعل كما هو معلوم.

ثم إن مما يبحثه النحاة، قولهم إن الفاء اختصت بعطف ما ليس صلة على الصلة، وتعطف ما لا يصلح أن يكون خبرًا على ما هو خبر، وما لا يصلح أن يكون حالا على ما هو حال، وما لا يصلح أن يكون نعتًا على ما هو نعت كقولهم (محمد يضحك فتبكي هند) وكقوله تعالى: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا} [فاطر: ٩]، فعطف (تثير) وهو لا يصلح أن يكون صلة على (أرسل) الذي هو صلة.

وقد شرك الرضي الواو في قسم من المواطن كقولك: (الذي تقوم القيامة ولا ينتبه أنت) (٢).


(١) المغني ٢/ ٤٨٢
(٢) انظر الرضي على الكافية ١/ ٢٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>