للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرجه ابن مالك على أن الكاف للتعليل كاللام أي لأن الأرض (١).

وجاء في (التصريح) أنها تفيد التشبيه "فإن الأرض ليس بها هشام حقيقة بل هو فيها مدفون" (٢).

وذكر السيوطي أن هذا من باب تجاهل العارف كقوله:

أيا شجر الخابور مالك مورقًا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف (٣)

وهو أرجح مما ذهبوا إليه وفيه أبقاء كأن على معناها.

قيل: وقد تكون للجحد قال الكسائي: "قد تكون كأن بمعنى الجحد كقولك:

(كأنك أميرنا فتأمرنا) معناه لست أميرنا، قال: وكأن أخرى بمعنى التمني كقولك (كأنك بي قد قلت الشعر فأجيده) معناه ليتني قد قلت الشعر فأجيده، ولذلك نصب فأجيده" (٤).

والصواب أنها لا تكون للنفي بل هي على معناها فقوله: كأنك أميرنا فتأمرنا معناه أنت متشبه بالأمير فتفعل ذلك ومعنى النفي متأت من التشبيه، فأنت حين تشبه شيئًا بشيء تنفي أن يكون الأول الثاني والألم تشبهه به. فقولك: (كأنها بدر) معناه أنها ليست بدرًا وإنما هي شبيهة بالبدر.

وكذلك هي لا تكون للتمني وما ذكره الكسائي في قوله (كأنك بي قد قلت الشعر فأجيده) هو من باب ما خرجه الرضي، أي كأنك تبصر بي قد قلت الشعر.

وقيل تأتي بمعنى العلم نحو قولك (كأن الله يفعل ما يشاء) (٥).


(١) الهمع ١/ ١٣٣، وانظر المغنى ١/ ١٩٢
(٢) التصريح ١/ ٢١٢
(٣) الهمع ١/ ١٣٣، وانظر حاشية الثمني على المغنى ٢/ ٢١
(٤) لسان العرب (اذن) ١٦/ ١٧٣، وانظر التصريح ١/ ٢١٢
(٥) لسان العرب (اذن) ١٦/ ١٧٣

<<  <  ج: ص:  >  >>