للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن الصعب البت بترجيح أحد الأقوال على ما عداه، غير أن الذي تميل إليه نفسي ترجيح قول الفراء لأكثر من سبب من ذلك:

١ - ما ذكره النحاه من أن همزة (أن) بعد لا جرم يجوز فيها الفتح والكسر (١). تقول: (لا جرم أنه سيعود) و (لا جرم أنه سيعود) والفتح أشهر، فلو كانت فعلا لامتنع الكسر لأن الفعل يبقى عند ذاك بلا فاعل.

وقيل أن الفتح والكسر لغتان جاء في (الهمع): وبعض العرب أجرها مجرى اليمين فكسر (أن) بعدها" (٢)، وعلى أية حال فإنه يستأنس باللغة الثانية على ما ذكرناه.

٢ - ما روي عن العرب من أنهم يقولون أيضا (لا جُرْم) بالضم (٣)، والجُرْم مصدر فيستدل من هذا أن الجَرَم مصدر أيضا. جاء في (شرح الرضي على الكافية): " يروي عن العرب لا جرم والفعل والفعل يشتركان في المصادر كالرُّشْد، والرشَد، والبُخْل، والبَخَل (٤).

ويضعفه أن العرب تقول أيضا (لا جَرُم) ككرُم، مما يقوي فعليتها، غير أن صاحب التاج عد هذا مصدرا أيضا فقال: " ويقال أيضا لا جرُم ككرم، ولا جرم بالضم كل ذلك أي لابد أو معناه حقا أو لا محالة، أو هذا أصله ثم كثر استعمالهم إياه حتى تحول إلى معنى القسم" (٥).

٣ - ما ورد عن العرب أنْ (لا جرم) تنزل منزلة اليمين فتقول: لا جرم لآتينك، لا جرم قد أحسنت " وفي حديث قيس بن عاصم: لا جرم لأفلن حدها" (٦).


(١) انظر الرضي على الكافية ٢/ ٣٨٩، شرح الأشموني ١/ ٣٧٩
(٢) همع الهوامع ١/ ١٣٨
(٣) تاج العروس جرم / ٨/ ٣٢٥
(٤) الرضي على الكافية ٢/ ٣٨٩
(٥) تاج العروس /جرم / ٨/ ٣٢٥
(٦) لسان العرب / جرم / وانظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٨

<<  <  ج: ص:  >  >>