يتبين مما ذكرنا أن خلاصة آراء أهل اللغة في الظن ما يأتي:
١ - أنه للشك وهو الأصل فيه، وقد يستعمل لليقين قليلا.
٢ - أنه ليس يقين عيان، وإنما هو يقين تدبر، كما جاء في المحكم.
٣ - أنه لا يستعمل بمعنى العلم، كما ذكر أبو بكر العبدري.
٤ - أنه يكون شكا، ويقينا، وكذبا.
٥ - أن كل ظن استعمل، بعده أن المشددة، أو المخففة منها، فالمراد به اليقين.
٦ - ان كل ظن استعمل بعده أن المخففة فهو شك.
٧ - أن كل ظن استعمل معه (أن) المختصة بالمعدومين من القول والفعل وهي الناصبة للأفعال، يفيد الشك.
والحقيقة أن في كثير مما ذكر نظرا، فما ذكره ابن السيد في المحكم إنه ليس بيقين عيان إنما هو يقين تدبر يرده قوله تعالى:{ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها}[الكهف: ٥٣]، وهذا يقين عيان.
وما ذهب إليه بعضهم من أن كل ظن ورد بعده أن المشددة أو المخففة منها فالمراد به اليقين فهذا غالب لا مطرد ومن غير الغالب قوله تعالى:{وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك}[يوسف: ٤٢]، وقوله:{وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم}[الأعراف: ١٧١]، وقوله:{وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه}[الأنبياء: ٨٧]
وما ذهب إليه بعضهم من أن كل ظن استعمل معه (أن) الخفيفة فهو شك، مردود بقوله تعالى:{وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}[التوبة: ١١٨]، وقوله:{وأنا ظننا أن لن تعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا}[الجن: ١٢].