للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أن النحاة انقسموا على قسمين:

قسم ذهب إلى أن الأولى هو إعمال الأول لسبقه وهم الكوفيون، وقسم ذهب إلى أن الثاني أولى بالعمل لقربه من المعمول وهم البصريون. وأيضا لو أعلمت الأول في العطف نحو (جاء ورجع خالد) لفصلت بين العامل ومعموله بأجنبي، ولعطفت على الشيء، وقد بقيت منه بقية، أي عطفت على بعض الجملة قبل أن تتم، وكلاهما خلاف الأصل (١).

وأجمعوا على جواز إعمال أيهما شئت، ولكن الاختلاف في الأولى منها (٢)، فإن أعملت الأول أضمرت في الثاني كل ما يحتاج إليه من مرفوع، ومنصوب، ومجرور، وإذا أعملت الثاني أضمرت في الأول المرفوع، والمنصوب: العمدة، ولا يضمر غير ذلك (٣)، تقول:

(قام وقعدا المحمدان) على إعمال الأول في الاسم الظاهر والثاني في ضميره، أي قام المحمدان وقعدا.

وتقول: (قاما وقعدا المحمدان) على إعمال الثاني، فأضمرت في الأول الفاعل.

قال الشاعر:

جفوني ولم أجف الإخلاء إنني ... لغير جميل من خليلي مهمل

وقال:

هوينني وهويت الغانيات إلى ... أن شبت فانصرفت عنهن آمالي

على أعمال الثاني في الاسم الظاهر والأول في الضمير (٤).


(١) الرضي على الكافية ١/ ٨٣
(٢) ابن يعيش ١/ ٧٧، شرح شذور الذهب ٤٩٩، وانظر سيبويه ١
(٣) انظر شرح قطر الندى ٣٧٦، الرضي على الكافية ١/ ٨٤ - ٨٥، ابن يعيش ١/ ٧٨، الهمع ٢/ ١١٠، الأشموني.
(٤) الأشموني ٢/ ١٠٤

<<  <  ج: ص:  >  >>