للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال سيبويه: " فالفعل الأول في كل هذا معمل في المعنى غير معمل في اللفظ والآخر معمل في اللفظ والمعنى" (١).

ومن أعمال الأول قول عمر بن أبي ربيعة:

إذا هي لم تستك بعود أراكة ... تنخل فاستاكت به عود اسحل

وقول المرار الأسدي

فرد على الفؤاد هوى عميدا ... وسوئل لو يبين لنا السؤال

وقد نغني بها ونرى عصورا ... بها يقتدننا الخرد الخدالا (٢)

فأعمل الأول في الاسم الظاهر، واضمر في الثاني.

وإعمال الثاني هو الأولى عند الجمهور، وبه ورد القرآن الكريم، قال تعالى: {آتوني أفرغ عليه قطرا} [] الكهف: ٦٩، لو أعمل الأول لقال (افرغه عليه (٣) قال سيبويه: " وقد يجوز (ضربت وضربني زيدا).

ومثل ذلك في الجواز (ضربني وضربت قومك) والوجه أن تقول (ضربوني وضربت قومك) فتحمله على الآخر" (٤).

يتضح من هذا أن لك أن تعمل الأول، أو الثاني ولكن الاختلاف في الأولى منهما، ونحن هنا لا يعنينا العمل، أو أن هناك تنازعا حقا، وإنما يعنينا هذا الإسلوب ومعناه.

إننا لا نعتقد أن تعبيرا ههنا أولى من تعبير، وإنما هو بحسب القصد والمعنى، والراجح فيما نرى أنه ينبغي أن ينظر إلى هذا الإسلوب في ضوء قاعدتين.


(١) سيبويه ١/ ٣٩
(٢) سيبويه ١/ ٧٨
(٣) ابن يعيش ١/ ٧٨
(٤) سيبويه ١/ ٤١

<<  <  ج: ص:  >  >>