للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأماكن مختصة معلومة، لأنها معلومة محدودة غير أن العرب أجرتها مجرى غير المختص، وشذ هو منى منزلة الشغاف، ومناط الثريا ومقعد الأزار، وتعبيرات أخرى قليلة (١).

اسم الزمان:

اما إسم الزمان فإنه يقبل النصب على الظرفية، مبهما كان أو غير مبهم، فالزمان المبهم ما دل على زمان غير مقدر، ولا حد له يحصره، نحو حين، وزمن، ومدة، ووقت، وانتصابه على أنه ظرف مؤكد للزمن الذي تضمنه الفعل، نحو (سرت حينا) ومدة فالسير لا يكون إلا في مدة، ونحو قوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} [الإسراء: ١]، وقوله {فأسر بعبادي ليلا} [الدخان: ٢٣]، لأن الإسراء لا يكون إلا في الليل (٢).

وقد ذكرنا في باب المفعول المطلق، أن المفعول المطلق المؤكد، إنما هو مؤكد لمصدر الفاعل، وإن من الظرف ما يكون مؤكدا للزمن الذي تضمنه الفعل.

أما المختص من الزمان فماله نهاية تحصره، بأن يكون معلوم الوقت، أو المقدار، سواء كان معرفة، أم نكرة نحو يوم وليلة وشهر ويوم وجمعة والصيف والشتاء، نحو سرت يوما أو يومين، وصمت يوم الخميس، وقمت ليلة القدر.

وقد يكون مقدرا غير معلوم، نحو سرت زمنا طويلا، وزمنا قليلا (٣) وقد يكون اللفظ الواحد مرة مختصا، ومرة مبهما، بحسب القصد فمثلا (يوم) إذا أريد به المدة المعلومة، كان مختصا نحو صمت يوما، وسرت يوما، وقد يكون مبهما وذلك إذا لم يرد به المدة المعلومة، نحو خرجت يوما إلى البصرة، ونحو ليلة وساعة ولحظة،


(١) انظر سيبويه ١/ ٢٠٥ - ٢٠٦، التصريح ١/ ١٣٤ - ٣٤٢، ابن عقيل ١/ ١٩٨
(٢) انظر سيبويه ١/ ١٩٥ حاشية الخضري ١/ ١٩٧، الصبان ٢/ ١٢٨
(٣) انظر الهمع ١/ ٤٩٦، حاشية الخضري ١/ ١٩٧، الرضي على الكافية ١/ ٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>