للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو لا آتيك الفرقدين أي مدة بقائهما (١).

وذكروا أنه تنوب عن ظرف الزمان، ألفاظ مسموعة توسعوا فيها، نحو: أحقا أنك ذاهب؟ وذهب المبرد إلى أن حقا مصدر والصدر الؤول فاعله (٢)، وإليه أميل.

الظرف التصرف وغير المتصرف:

ينقسم اسم الزمان والمكان إلى متصرف وغير متصرف، فالمتصرف من ظروف الزمان أو المكان ما استعمل ظرفا وغير ظرف، كيوم ومكان، فإن كل واحد منهما يستعمل ظرفا نحو سرت يوما، وجلست مكانا ويستعمل مبتدأ نحو يوم الجمعة يوم مبارك ومكانك حسن، وفاعلا نحو جاء يوم الجمعة وارتفع كانك (٣).

وغير المتصرف ما لا يستعل إلا ظرفا أولا يفارق الظرفية إلا إلى الجر بمن فمن غير المتصرف قط وعوض، وذات يوم، وذات ليلة من ذلك سحر، إذا أردت به سحر يوم بعينه تقول: (خرجت يوم الجمعة سحر) فإن لم ترده من يوم بعينه، فهو متصرف قال تعالى {إلا آل لوط نجيناهم بسحر} [القمر: ٣٤]، ومثله صباحا ومساء وعشية، وعشاء، وليلا ونهارا إذا أردت صباح يومك، ومساءه وعشيته، وعشاءه وليله ونهاره أو يوما آخر بعينه تقول: جئت يوم السبت عشاء، فلا يكون إلا ظرفا، وجئت يوم الخميس صباحا أو مساء أو ليلا قال تعالى: {وجاءوا أباهم عشاء يبكون} [يوسف: ١٦]، أي في عشاء ذلك اليوم الذي خرجوا فيه، فهذا لا يكون إلا ظرفا، فلا يصح أن تقول: هذا صباح مشرق، وهذا ليل طويل، وأقبل أخوك بليل، وهو يؤذن بليل، قال سيبويه: " ومثل ذلك صيد عليه صباحا ومساء، وعشية وعشاء، إذا أردت عشاء يومك، ومساء ليلتك، لأنهم لم يستعملوه على هذا المعنى إلا ظرفا .. وكذلك سير عليه ليلا ونهارا إذا أردت ليل ليلتك ونهار نهارك" (٤).


(١) انظر الرضي ١/ ٢٠٥، التصريح ١/ ٢٣٨، حاشية الخضري ١/ ٢٠٠، ابن ناظم ١١٥
(٢) الأشموني ٢/ ١٣٣ - ١٣٤، التصريح ١/ ٣٣٨، حاشية الخضري ١/ ٢٠٠
(٣) ابن عقيل ١/ ١٩٩، وانظر التصريح ١/ ٣٤٢، الأشموني ٢/ ١٣١ - ١٣٢
(٤) سيبويه ٢/ ٤١ - ٤٢، الهمع ١/ ١٩٦، الرضي على الكافية ١/ ٢٠٣ - ٢٠٤

<<  <  ج: ص:  >  >>