للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الإغراء دونك أي الزم زيدا في حفظه.

وبمعنى تحت كقولك: دون قدمك خذ عدوك، أي تحت قدمك، وبمعنى فوق كقولك: إن فلانا لشريف، فجيب آخر فيقول: ودون ذلك، أي فوق ذلك (١).

وجاء في (الرضي على الكافية): " وقد يدخل (دون) التي بمعنى (قدام) معنيان آخران هي في أحدهما متصرفة وذلك معنى أسفل، نحو أنت دون زيد، إذا كان لزيد مرتبة عالية وللمخاطب مرتبة تحتها، فيوصل إلى المخاطب قبل الوصول إلى زيد، ويتصرف فيها بهذا المعنى نحو هذا الشيء، دون أي خسيس.

ومعناها الآخر (غير)، ولا يتصرف بهذا المعنى، وذلك نحو قوله تعالى: {آتخذ من دونه إلهة} (٢) [يس: ٢٣]. وقوله: {ويعلمون عملا دون ذلك} [الأنبياء: ٨٢]، وقوله: {إلهين من دون الله} [المائدة: ١١٦].

وجاء في (البرهان): " وقد تكون صفة لا بمعنى رديء، ولكن على معناه من الظرفية نحو: رأيت رجلا دونك .. ومنه الدون للحقير ويستعمل للتفاوت في الحال، نحو زيد دون عمرو، أي في الشرف والعلم.

واتسع فيه فاستعمل في تجاوز حد إلى حد، نحو قوله تعالى: {أولياء من دون المؤمنين} [آل عمران: ٢٨]، أي لا يتجاوزون ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين" (٣).

يتبين من هذا أنها تكون وصفا بمعنى الحقير، وظرفا لمعان عدة يجمعها التقريب واسما بمعنى غير واغراء وأمرا.


(١) لسان العرب ١٧/ ٢٣
(٢) الرضي ١/ ٢٠٥
(٣) البرهان ٤/ ٢٧٥ - ٢٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>