الوفاة أي يتوفون في وقت واحد وليس هذا المقصود. ومثله قوله تعالى:{وأسلمت مع سلمان لله رب العالمين}[النمل: ٤٤]، أي كائنة مع سليمان، أو صائرة معه، ولا تصلح الواو هنا لو قال (وأسلمت وسلمان) لكان لمعنى أنهما اقترنا في دخول الاسلام أي دخلا في الاسلام في وقت واحد، وهي غير صحيح لأن سليمان سبقهما في الإسلام.
ومثله قوله تعالى:{فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه اولئك هم المفلحون}[الأعراف: ١٥٧] فلا يصح أن يقال: (اتبعوا النور الذي أنزل واياه) لأنهما لم يشتركا في الإنزال، ولم يتقرنا فيه فإن الرسول لم ينزل أصلا.
ومثله قوله تعالى:{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}[الحديد: ٢٥]، فلا يصح أن يقول (أنزلنا وإياهم الكتاب) لأنهم لم يقترنوا في الإنزال، فإن الرسل لم تنزل.
فتبين من هذا أن الواو لمجرد الاقتران والاصطحاب بخلاف مع التي هي مكان او زمان، تقول: إياك والمراء، فهذا مفعول معه، ولا يصح أن يقال (إياك مع المراء) لأن المراد تحذيره من المراء.
٢ - ولكون (مع) مكانا أو زمانا صح الاخبار بها، ولا يخبر بالواو تقول (إن الله مع الصابرين) ولا تقول إن الله والصابرين، وتقول السفر مع سعيد، ولا تقول السفر وسعيدا.
فالواو حرف يفيد الاقتران، فلا يتم المعنى إلا بالخبر فلو قلت (السفر وسعيدا) لم يتم المعنى.
٣ - قد تكون مع للمساعدة والإعانة نحو:{إن الله مع الصابرين}[البقرة: ١٥٣]، ونحوه:{إنني معكما أسمع وارى}[طه: ٤٦]، ولا تكون الواو لهذا المعنى.