وهو ما كان المستثنى فيه بعضا من المستثنى منه، نحو سافر الرجال إلا سعيدا، فسعيد مستثنى متصل لأنه بعض الرجال، ونجح الممتحنون إلا خالدا فخالد مستثنى متصل لأنه بعض الممتحنين.
٢ - الاستثناء المنقطع:
وهو ما كان فيه المستثنى ليس بعضا من المستثنى منه، كقوله تعالى:{فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس}[الحجر: ٣٠ - ٣١]، فإبليس ليس من الملائكة، بل هو من الجن قال تعالى:{وإذ قلنا للملائكة اسجد لادم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}[الكهف: ٥٠]، والجن ليسوا من الملائكة، بدليل قوله تعالى:{يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء إياكم كانوا يعبدون، قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم يهم مؤمنون}[سبأ: ٤٠ - ٤١]، فهو إذن استثناء منقطع.
ومثله قوله تعالى:{لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما}[الواقعة: ٢٥ - ٢٦]، فقوله (قيلا سلاما سلاما) ليس من اللغو ولا من التأثيم لأن اللغو السقط، ومالا يعتد به من كلام وغيره، ومثله قوله تعالى:{ما لهم به من علم إلا اتباع الظن}[النساء: ١٥٧]، والظن ليس علما، ونحو (حضر الطلاب إلا البواب)، فالبواب ليس من الطلاب.
ولا يشترط في المستثنى المنقطع أن يكون جنسه مغايرا لجنس المستثنى منه، كما في (جاءت النساء إلا نعجة) و (حضر القوم إلا حمارا) بل المنقطع ما كان فيه المستثنى ليس بعضا من المستثنى منه، سواء كانت المغيرة بالجنس أم بالنوع، أم بغيرهما فقولك حضر الطلاب إلا البواب، استثنا منقطع وإن كانوا جميعا من جنس واحد، وقولك حضر إخواتك إلا أخا سعيد، وأقبل بنوك إلا ابن محمد، منقطع وإن كانوا جميعا من نوع واحد وذلك لأن البواب ليس من بعض الطلاب وابن محمد ليس بعضا من بنيك (١).