للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكما تقول (أقبل أربعةٌ راكبين) أي في هذه الحال.

وقد يراد به التمييز وهو قليل، قال سيبويه ومعناهما عند ذاك واحد، قال: " لأنه لو جاز في الكلام او اضطر شاعر فقال: ثلاثة أبوابا كان معناه ثلاثة أبواب، وقال يزيد بن ضبة:

إذا عاش الفتى مائتين عاما ... فقد ذهب المسرة والفتاء (١).

٢ - تمييز العدد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين:

إن المعدود يكون مع هذا العدد مفردًا منصوبًا، نحو قوله تعالى: {فانفجرت منه اثتنا عشرة عينا} [البقرة: ٦٠]، وقوله: {له تسع وتسعون نعجة} [ص: ٢٣]

وقد يقع بعده الاسم جمعا منصوبا، نحو (أقبل خمسة عشر رجالا)، على الحال أو التمييز، فمعنى الحال أنهم جاؤا في هذه الحال، كما تقول (أقبل خمسة عشر راكبين) أي في هذه الحال.

وقد يراد به التمييز على معنى الجماعات، وذلك أنك عندما تقول (أقبل خمسة عشر رجالا) يكون المعنى أقبل خمس عشرة جماعة، كل جماعة هي رجال.

تقول (عندي عشرون سمكة) أي عشرون واحدة، فإن قلت (عشرون سمكا) كان المعنى أن عندك عشرين نوعا منه أو عشرين مجموعة، قال ابن يعيش: " فإن قلت: عندي عشرون رجالا، كنت قد أخبرت أن عندك عشرين، كل واحد منهم جماعة رجال (٢).

وقال ابن الناظم: " وقد تميز بجمع صادق على واحد منها، فيقال (عندي عشرون دراهم) على معنى عشرون شيئا، كل واحد منها دراهم، ومنه قوله تعالى: {وقطعناهم في اثنتى عشرة أسباطا أمما} [الأعراف: ١٦٠]، والمعنى والله أعلم، وقطعناهم اثنتي


(١) سيبويه ١/ ٢٩٣
(٢) ابن يعيش ٦/ ٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>