للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن التوسع في الالصاق قولك (مررت به) بمعنى الصقت مروري بمكان يقرب منه (١). وليس على معنى انك الصقت نفسك به في مرورك، قال تعالى: {وإذا مروا بهم يتغامزون} [المطففين: ٣٠]، أي قريبًا منهم.

ومن معانيها الاستعانة، نحو قطعت بالسكين وكتبت القلم (٢). ومنه قوله تعالى: {واستعيوا بالصبر والصلاة} [البقرة: ٤٥]، وفيها معنى الالصاق كما هو بين.

ومنها المصاحبة، ، كقوله تعالى: {دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} [المائدة: ٦١]، واشترى الدار بآلاتها، وفيها معنى الالصاق والاختلاط ومن قوله تعالى: {اهبط بسلام} [هود: ٤٨] (٣).

قالوا وللتعدية نحو ذهبت به، ودخلت به، وخرجت به، قالوا هي في معنى أذهبته وأدخلته، وأخرجته (٤).

وذهب قوم إلى أن بين التعديتين فرقا فإنك إذا قلت (ذهبت بزيد) كنت مصاحبا له في الذهاب (٥). جاء في الكشاف: " فإن قلت: أي فرق بين تعدية (ذهب) بالباء وبينها بالهمزة؟ قلت: إذا عدي بالباء فمعناه الأخذ والاستصحاب، كقوله تعالى: {فلما ذهبوا به} [يوسف: ١٥]، وأما الأذهاب فكا لإزالة" (٦).


(١) انظر المغني ١/ ١٠١
(٢) الأصول ١/ ٥٣، المقتضب ١/ ٣٩، شرح ابن يعيش ٢/ ٢٢
(٣) المغنى ١/ ١٠٣، شرح الرضي ٢/ ٣٦٣، شرح ابن يعيش ٢/ ٢٢
(٤) المغنى ١/ ١٠٢
(٥) المغني ١/ ١٠٢
(٦) الكشاف ١/ ٣٨٨، وانظر التفسير الكبير ٢/ ٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>