للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبمعنى (مع) نحو قوله: {ادخلوا في أمم} [الأعراف: ٣٨]، أي: مع أمم.

وقيل: بل التقدير ادخلوا في جملة أمم فحذف المضاف (١).

وهو أولى، فهناك فرق بين قوله دخل معهم، ودخل فيهم، فمعنى (دخل فيهم) أنه أصبح من جملتهم، ومعنى (دخل معهم) أنه مصاحب لهم، وليس منهم.

يقال (اذهب في الناس وتسمع الخبر) أي: ادخل فيهم.

ثم ألا ترى أنك تقول (ذهب خالد مع القوم) وإن كان منعزلا عنهم غير مختلط بهم، ولا تقول (ذهب فيهم) إلا إذا دخل في جملتهم، وانغمر في مجموعهم؟

والدليل على أنها بمعناها وليست بمعنى (مع) أنه لا يصح أن تقول (إذهب في خالد) ولا (ادخل فيه) كما تقول (اذهب مع خالد وادخل معه) لأن خالدًا لا يكون ظرفا لك بخلاف (اذهب في القوم وادخل فيهم) فإن القوم يكونون كالظرف له يحتوونه.

وبمعنى (إلى)، وجعلوا منه قوله تعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم} [إبراهيم: ٩]، قالوا هي بمعنى إلى (٢).

وقيل بل الأولى أن تكون بمعناها والمراد التمكن. (٣).

وبمعنى (على) نحو قوله تعالى: {ولأصلبنك في جذوع النخل} [طه: ٧١]، وقد مر القول فيها.

والتعليل نحو قوله تعالى: {لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم} [النور ١٤]، وفي الحديث (إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) (٤).


(١) المغني ١/ ١٦٨
(٢) المغني ١/ ١٦٩
(٣) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٦٢
(٤) المغنى ١/ ١٦٨

<<  <  ج: ص:  >  >>