الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم} [التوبة: ٣٠ - ٣٢].
فالسياق في آيات الصف متجه إلى النبوة ومحاولة تكذيبها فجاء باللام، واسياق في آيات التوبة في النعي على معتقدات اليهود والنصارى في عزير والمسيح والأحبار والرهبان، فجاء باللام الزائدة في الآية الأولى لأن الكلام على نبوة محمد والإسلام ولم يأت بها في الآية الثانية لأن السياق مختلف.
ثم ألا ترى من ناخية ثانية انه في موطن الرد على اليهود والنصارى في شركهم بالله جاء باللام، لأن الأمر يقتضي التوكيد فقال:{وما أمروا إلا لبعبدوا إلها وحدا}.
فانظر كيف جاء باللام الزائدة للاختصاص في قوله:{يريدون أ، يطفئوا نور الله}، وقوله:{وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا}، لأن السياق يقتضي ذلك وحذفها في الموطن الذي لا يقتضيه؟
ومن اللام الزائدة اللام التي يسميها النحاة لام التقوية " وهي المزيدة لتقوية عامل ضعف أما بتأخره نحو:{هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون}[الأعراف: ١٥٤]، ونحو:{إن كنتم للرءيا تعبرون}[يوسف: ٤٣]، أو يكون فرعا في العمل نحو:{مصدقا لما معهم}[البقرة: ٩١]، {فعال لما يريد}[البروج: ١٦]، {نزاعة للشوى}[المعارج: ١٦](١).
فهم يرون أنها لتقوية العامل الذي ضعف بتأخره، لأن أقوى حالات العمل أن يتقد العامل، أو ضعف بكونه فرعا لأنهم يرون أن الأصل أقوى من الفرع، كأن يكون اسم فاعل أو صيغة مبالغة.