للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضمير، ونحو (كما تكونون يولي عليكم) و (صلوا كما رأيتموني أصلي) و {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} [الأعراف: ١٣٨]، فقد وسعت ما دائرة التشبيه بالكاف.

وقيل إن كما تفيد التشبيه والمماثلة الحقيقية، بخلاف كأن، تقول: (اضربه كما ضربك) والمعنى اضره ضربا مماثلا لضربه لك، بخلاف قولك (اضربه كأن قد ضربك) فإنه لا يفيد أنه ضربك، وتقول (إمدحه كما مدحك) والمعنى إمدحه مدحا مماثلا لمدحه لك، والمعنى أنه مدحك، ولو قلت (امدحه كأنه مدحك) لكان المعنى أنه لم يمدحك جاء في التطور النحوي: وكأن وكأن تفيدان فرض كون الشيء غير ما هو عليه في الحقيقة، وكما تفيد التشبيه والتمثيل الحقيقي، مثال ذلك {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} [الأعراف: ١٧١]، والجبل لم يكن ظلة أو مثل ظلة، بل كان ضدها في المتانة والرسو، والمعنى لو كان الجبل كظلة، لكان نتفه، ورفعه، وزلزلته، قريبا من الاحتمال فلأنه لم يكن كظلة، كان نتفه من المعجزات.

وكما مثل (آمنا كما آمن الناس) يعني إيماننا مثل إيمانهم (١). وذكروا كما معاني أخرى غير هذه منها:

المبادرة نحو (سلم كما تدخل) أي بادر الدخول بالسلام، نحو: (صل كما يدخل الوقت) بمعنى بادر بالصلاة عند دخول الوقت.

ومنها أن تكون بمعنى قران الفعلين في الوجود نحو قولك: (كما قام زيد قعد عمرو) فقد اقترن الفعلان في الوجود وفيها معنى المبادرة.

قالوا: وقد تكون بمعنى (لعل) نحو (انتظرني كما آتيك) أي: لعلما آتيك، قال رؤية، لا تشتم الناس كما لا تشتم، فيكون قد تغير معنى الكلمة بالتركيب (٢).


(١) التطور النحوي ١٢٧
(٢) انظر شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٨١، المغني ١/ ١٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>