فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات
فمعنى (قبلا): فيما مضى من الزمان.
٢ - أن تضاف نحو:{من قبل صلاة الفجر}[النور: ٥٨]، و (رجئت بعد محمد) و {قد خلت من قبله الرسل}[آل عمران: ١٤٤]، وتكون معرفة إذا أضيفت إلى معرفة، كقوله تعالى:{قد خلت من قبله الرسل} ونكرة إذا أضيفت إلى نكرة، نحو (جئت بعد سفر طويل).
٣ - أن يحذف المضاف إليه وينوي لفظه، وهذا قليل كقوله:
ومن قبل نادى كل مولى قرابة ... فما عطفت مولى عليه العواطف أي: ومن قبل ذلك، ويعامل المضاف كأن المضاف إليه مذكور.
وهي في هذه الحالة المتقدمة معربة.
٤ - أن يحذف المضاف إليه وينوي معناه، وتكون عند ذاك مبنية على الضم، نحو {لله الأمر من قبل ومن بعد}[الروم: ٤](١).، وتكون في هذه الحالة معرفة، وهذا القسم الأخير هو الذي يسميه النحويون (الغايات) وهو مدار بحثنا ههنا، وهي التي آثرنا تسميتها الظروف المعرفة بالقصد، أو الظروف المقصودة.
ونعنى بالظروف المقصودة أن هذه الظروف معلومة الزمان أو المكان، من دون معرف لفظي، وإنما هي معرفة بمعرف معنوي، وهو القصد إليها، فبنيت على الضم، لمخالفة حالاتها الإعرابية الأخرى التي تكون فيها نكرة أو معرفة بالإضافة.
أما كونها معرفة فهو مما نص عليه النحاة، جاء في (المقتضب): " فأما الغايات فمصروفة عن وجهها، وذلك أنها مما تقديره الإضافة، تعرفها، وتحقق أوقاتها، فإذا حذفت منها وتركت نياتها فيها، كانت مخالفة للباب معرفة بغير إضافة، فصرفت عن جوهها، وكان حلها من الكلام أن يكون نصبا أو خفضًا.