للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعويض كالإنطلاق والاكرام والاستخراج (١).

والمصدر المعوض نحو (عدة) و (زنة) فإن فعليهما (وعد) و (ووزن)، فحذفت الواو وعوض عنها التاء في الآخر، ونحو تعليم وتسليم فإن فعليهما علم وسلم، فإن التاء عوض عن أحد اللامين (٢).

وعندي أن اسم الصدر أيضا ما خرج عن قياس المصدر فيما كان فيه المصدر قياسًا نحو عشرة وقبلة فإن (عشرة) اسم للمعاشرة، وفعله (عاشر) وقد حذف الألف منه، وعلى مقتضي قول النحاة ينبغي أن يكون مصدرًا وذلك لأنه عوض عن الألف المحذوفة بالتاء في آخره، ومثله الهجرة من هاجر وقبلة من قبل مع أنهم يقولون أنها أسماء مصادر (٣). وليست مصادر.

واسم المصدر يدل على الحدث عندهم كالمصدر، فالعطاء معناه الإعطاء، والقبلة معناها التقبيل، والعذاب معناه التعذيب، ولذا عمل عمل المصدر. قال الشاعر:

بعشرتك الكرام تعد منهم ... فلا ترين لغيرهم الوفا

أي بمعاشرتك، وقال الآخر:

قالوا كلامك هندا وهي مصغية ... يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا

أي تكليمك.

وفي موطأ مالك عن عائشة رضي الله عنها (من قبلة الرجل زوجته الوضوء) أي تقبيل (٤).


(١) الصبان ٢/ ٢٨٧
(٢) انظر الصبان ٢/ ٢٨٧
(٣) انظر الأشموني ٢/ ٢٨٨، في العشرة والقبلة.
(٤) انظر شرح الأشوني ٢/ ٢٨٧ - ٢٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>