للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: {قل الله أعبد ملخصا له ديني} [الزمر: ١٤]، وهو للحال.

جاء في (الكتاب): " هذا باب من اسم الفاعل الذي جرى مجرى الفعل المضارع في المفعول في المعنى، فإذا أردت فيه من المعنى ما أردت في (يفعل) كان منونا نكرة، وذلك قولك: (هذا ضارب زيدا غدا) فمعناه وعمله (هذا يضرب زيدًا)، وإذا حدث عن فعل في حين وقوعه غير منقطع كان كذلك، وذلك قولك: (هذا ضارب عبد الله الساعة) فمعناه وعمله (هذا يضرب زيدًا الساعة) و (كان زيدا ضاربا أباك) فإنما يحدث أيضا عن اتصال فعلي في حين وقوعه، و (كان موافقا زيدا) فمعناه وعمله، كقولك (كان يضرب أباك ويوافق زيدا) فهذا كله أجرى مجرى الفعل المضارع في العمل والمعنى منونا" (١).

وجاء في (معاني القرآن) في قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} [الأنبياء: ٣٥]، " ولو نونت في (ذائقة) ونصبت (الموت) كان صوابا، وأكثر ما تختار العرب التنوين والنصب في المستقبل، فإذا كان معناه ماضيا لم يكادوا يقولون إلا بالإضافة فأما المستقبل فقولك (أنا صائم يوم الخميس) إذا كان خميسا مستقبلا، فإن أخبرت عن صوم يوم خميس ماض قلت: (أنا صائم يوم الخميس) فهذا وجه العمل" (٢).

وجاء في (كتاب الجمل) للزجاجي: " اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضي كان مضافا إلى ما بعده وجري مجرى سائر الأسماء في الإضافة كقولك: (هذا ضارب زيد أمس) و (هذا شاتم اخيك أمس) وكذلك ما أشبهه، ولو قلت: (هذا ضارب زيد أمس) بالتنوين والنصب لم يجز عند أحد من البصريين والكوفيين إلا الكسائي.

فإذا كان اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال كان لك فيه وجهان: أحدهما، وهو الأجود أن تنونه وتنصب ما بعده لأن ضارع الفعل المستقبل، وذلك قولك (هو ضارب زيدًا الساعة) و (هذا ضارب زيدًا غدًا) ..


(١) كتاب سيبويه ١/ ٨٢
(٢) معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>