للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن جعلت اسم الفاعل في معنى ما أنت فيه ولم ينقطع أو ما تفعله بعد ولم يقع جرى مجرى الفعل المضارع في عمله وتقديره .. وذلك: (زيد آكل طعامك الساعة) إذا كان في حال أكل و (زيد آكل طعامك غدا) كما تقول: (زيد يأكل الساعة) إذا كان في حال أكل وزيد يأكل غدا (١).

ولا يفهم من هذا أن الإضافة لا تصح إلا إذا كان اسم الفاعل دالا على المضي، بل الإضافة جائزة سواء كان اسم الفاعل دالا على المضي أم غيره، تقول (هو ضارب محمد أمس) و (هو ضارب محمد غدا) إلا أن النصب لا يصح إلا إذا دل على الحال أو الاستقبال (٢).

وقد مر بنا في باب الإضافة غير المحضة أن ما كان من اسم الفاعل دالا على الحال أو الاستقبال فاضافته غير محضة بخلاف ما إذا كان دالا على المضي.

فالفرق بين الإضافة والنصب، ان النصب دلالته قطعية إذ هو لا يدل إلا على الحال أو الاستقبال، أما الإضافة فدلالتها إحتمالية فهي تحتمل.

١ - المضي كقوله تعالى: {الحمد لله فاطر السماوات والأرض} [فاطر: ١]، وكقولك: (أنا ضارب خالد أمس).

٢ - الحال والاستقبال كقوله تعالى: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه} [آل عمران: ٩]، وقوله: {إن الله جامع المنفقين والكافرين في جهنم جميعا} [النساء: ١٤٠] وقوله: {كل نفس ذائقة الموت} [العنكبوت: ٥٧]، وقوله: {إنهم ملاقوا ربهم} [هود: ٢٩]، وهذا كله إستقبال.

وقوله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه} [الأنعام: ٩٢]، وهذا حال.


(١) المقتضب ٤/ ١٤٨ - ١٤٩
(٢) انظر كتاب سيبويه ١/ ٨٣، الجمل ٩٥ - ٩٩، شرح ابن يعيش ٢/ ١١٩، شرح ابن عقيل: ٢/ ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>