للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - بدل كل من بعض، وأنكره الجمهور واستدل المثبتون له بقوله تعالى: {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن} [مريم: ٦٠ - ٦١]، قالوا: (جنات عدن) بدل كل من (الجنة)، وهي بعض والجمهور على أنها بدل مطابق، لأن الجنة فيها جنات.

واستدل المثبتون أيضا بقول الشاعر:

رحم الله أعظمنا دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات

فـ (طلحة) كل (والأعظم) بعض، والآخرون على أن (طلحة) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أعني).

واستدل المبثبتون بنحو قولهم (لقيته غدوة يوم الجمعة) كل، والغدوة بعض وبقوله:

كأني غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل

فاليوم كل، والغداة والآخرون على أن (يوم) في البيت بمعنى (وقت) (١). والقول بهذا البدل لابد منه في نحو قولهم (ما قام إلا زيد القوم) إذ لا يكون إلا بدل كل من بعض.

جاء في (شرح ابن عقيل): " وقد روى رفعه فتقول (ما قام إلا زيد القوم). قال سيبويه حدثني يونس أن قوما يوثق بعربيتهم يقولون (مالي إلا أخوك ناصر) وأعربوا الثاني بدلا من الأول على القلب" (٢).

ويقصدون بالقلب أن اصل الكلام (مالي ناصرٌ إلا أخوك) فـ (أخوك) بدل بعض من كل ثم قدم البدل على المبدل منه فصار بدل كل من كل (٣).، لأن المقصود بالناصر أخوك غير أن هذا لا ينطبق على مثال ابن عقيل، (ما قام إلا زيد القوم) إذ لا يمكن عد زيد عاما والقوم خاصا، فعلى مذهب من يجيز هذا التعبير يجب قبول هذا النوع من البدل.


(١) انظر الهمع ٢/ ١٢٧، الصبان ٣/ ١٢٦، حاشية الخضري ٢/ ٦٩
(٢) شرح ابن عقيل ١/ ٢٠٥ - ٢٠٦
(٣) شرح الأشموني ٢/ ١٤٨، التصريح ١/ ٣٥٥، حاشية الخضري ١/ ٢٠٦

<<  <  ج: ص:  >  >>