للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكى الفراء: أذهب إلى زيد أودع ذلك فلا تبرح اليوم (١).

وجعل بعضهم منه قوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} [الصافات ١٤٧]، قيل: المعنى بل يزيدون.

جاء في (شرح الرضي على الكافية): " وكذا في قوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} أي بل يزيدون وإنما جاز الإضراب بـ (بل) في كلامه تعالى لأنه أخبر عنهم بأنهم مائة ألف بناء على ما يحرز الناس من غير تعمق، مع كونه تعالى عالما بعددهم، وأنهم يزيدون ثم أخذ تعالى في التحقيق، فأضرب عما يغلط فيه غيره بناء منهم، على ظاهر الحرز، أي أرسلناه إلى جماعة يحرزهم الناس مائة ألف وهم كانوا زائدين على ذلك (٢).

وقيل: بل هي في الآية للإبهام، وقيل هي للتخيير أي إذا رآهم الرائي تخير بين أن يقول هم مائة ألف أو يقولون هم أكثر (٣).

وجاء في (الخصائص): " فأما قول الله سبحانه: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} فلا يكون فيه (أو) على مذهب الفراء بمعنى (بل) ولا على مذهب قطرب في أنها بمعنى الواو، لكنها عندنا على بابها في كونها شكا، وذلك أن هذا الكلام أخرج حكاية من الله عز وجل قلول المخلوقين، وتأويله عند أهل النظر: وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموه لقلتم أنتم فيه: هؤلاء مائة ألف أو يزيدون (٤).

وهو تأويل مقبول

٦ - التقسيم نحو (الكلمة اسم أو فعل أو حرف) ونحو: (الناس مسلم أو كافر) و (المادة صلبة أو سائلة أو غازية).


(١) التصريح ٢/ ١٤٥ - ١٤٦، وانظر المغنى ١/ ٦٤ - ٦٥، شرح الرضي ٢/ ٤٠٩
(٢) شرح الرضي ٢/ ٤٠٩
(٣) المغنى ١/ ٦٤
(٤) الخصائص ٢/ ٤٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>