للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قال اللَّه عز وجل: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}

قال عمر، وابن مسعود: لَيْتَها تَمَّت (١).

وقال قتادة: كان آدم آخرَ ما خُلق من الخلق (٢)، و {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ}، يعني: ذريَّته.

قال أبو عبيدة: معنى {هَلْ} ليس باستفهام، إنما قد أتى على الإنسان، أو على التقرير، كما يقول الإنسان للإنسان: هل فعلت كذا، أما فعلت بك كذا، قال جرير:

أَلَسْتُم خَيْرَ مَن رَكِب المَطايا ... وأَنْدى العالمين بُطون راحِ (٣)

فَلَفَظ بحرف الاستفهام، وإنما يُريد الإيجاب، وهذا مشهور في كلام العرب.

* * *


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور عن عمر، لابن المبارك، وأبي عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن المنذر، ورواه عن ابن مسعود ابن أبي شيبة في مصنفه برقم ٣٤٥٥٦، كتاب: الزهد، كلام ابن مسعود رضي اللَّه عنه (ط الرشد).
(٢) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٣٥٣).
(٣) ديوان جرير بشرح ابن حبيب (ص ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>