للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}

حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأُدْفُوي، قال: أخبرنا أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري القاضي، قراءةً عليه في منزله بمصر عام إحدى وأربعين وثلاثمائة وأنا أسمع، قيل:

قلتَ رضي اللَّه عنك: قُرئ: {أَمَّرْنا}، ومعناه: أظهرنا.

وقرئ: {أَمَرْنَا} من الأمر.

وقرئ: {آمَرْنا} (١)، جعلنا فيها رؤساء وأكثرنا مستكبريها.

وكل قراءة من هذه فعن القراء والتابعين.

فأما من قرأ: {أَمَرْنَا} من الأمر فإنه فسرها: أمرناهم بالطاعة ففسقوا فيها، وهي التي عليها أكثر القراء، وهي أمرنا خفيفة، ويحتمل أمرنا بالطاعة فعصوا، ويحتمل أيضًا أكثرنا.

قال أبو عمر الجرمي (٢): هذا باب ما يجتمع فيه فعلت وأفعلت.


(١) عزا ابن الجوزي في زاد الميسر (٥/ ١٨ - ١٩) قراءة: {أَمَرْنَا} بالتخفيف للأكثرين من القراء، وعزا قراءة {آمرنا} بالمد لنافع، وابن كثير، وابن عباس، وأبي الدرداء، وأبي رزين، والحسن، والضحاك، ويعقوب، وقراءة {أمَّرنا} لأبي عمرو، وأبان عن عاصم، وأبي العالية، والنخعي، والجحدري.
(٢) هو صالح بن إسحاق، الإمام في النحو، توفي ٢٢٥ هـ، انظر البُلغة للفيروزآبادي (ص ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>