للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩ - قال اللَّه جل وعز: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}

معنى هذه الآية واللَّه أعلم ما قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض" (١)، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما" (٢).

وقد قال سهل بن حنيف في يوم صفين قولًا عظيما (٣).

فأما إذا كانت إحداهما باغية فقد أمر اللَّه بقتالهم.

وقال مسروق في ذلك قولًا في يوم صفين (٤).

وقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي: لا يقتل بعضكم بعضًا، قال اللَّه تبارك وتعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ} [البقرة: ٨٥].


(١) متفق عليه من حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنه-، رواه البخاري في مواضع منها برقم ٧٠٧٧، كتاب: الفتن، باب: قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كفارًا. . . "، ومسلم (١/ ٥٨)، كتاب: الإيمان، باب: "لا ترجعوا بعدي كفارًا".
(٢) متفق عليه من حديث أبي بكرة -رضي اللَّه عنه-، رواه البخاري في مواضع منها برقم ٣١، كتاب: الإيمان، باب: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}، ومسلم (٨/ ١٧٠)، كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما.
(٣) يقصد ما أخرجه الطبراني في الكبير برقم ٥٥٩٨، أن سهل بن حنيف قال يوم صفين: "يا أيها الناس، اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتُنا ونحن مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولو نستطيع أن نرد عليه لرددنا، وما جعلنا سيوفنا على عواتقنا في أمر إلا سهُل لنا إلى أمر نعرفه غير أمرنا هذا، ولقد رأيتُنا يوم أبي جَنْدَل ولو نستطيع أن نرد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمره لرددناه".
(٤) رواه القاضي إسماعيل في أحكام القرآن (ص ٦٩ - ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>