للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥ - ٤٧ - قوله عزَّ وجل: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ [عَنْهَا] (١) يُنْزَفُونَ}

قال أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر، وأبو عبيدة معمر: لا تغتال عقولهم، ولا يُنزِفُها فيُذهبُها، وأنشد أبو عبيدة:

ما زالت الكأسُ تغتالُنا ... وتذهب بالأوّل الأوّلِ (٢)

وأنشد في قوله: {غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ}، يعني: سكرًا:

لعَمري لئن أنْزَفتمُ أو صَحَوْتمُ ... لبئس الندامى كنتمُ آل أَبْحَرا (٣)

والكأس التي يُطاف بها في الجنة عليهم، قد أخبر اللَّه عز وجل أنه أزال عنها الشدة المُتلِفة للعقول فصارت حلالًا، فدل بذلك أن تحريمه لها في الدنيا لبقاء الشدة فيها، واللَّه أعلم.

* * *


(١) سقطت من الأصل.
(٢) مجاز القرآن (٢/ ١٦٩).
(٣) نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>