للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - ٢ - قال اللَّه عز وجل: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} إلى قوله: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}

[[عدم البسملة]]

نزلت هذه الآيات من أول سورة براءة بالحرب والمُنابَذة، ولذلك لم يكتب في أولها: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، لأنها للسِّلم، ولا تُكتب في المُنابذة.

[[وقت نزول الآية]]

وقد كان نزولُها بعد خروج أبي بكر -رضي اللَّه عنه- سنة تسع للحجِّ بالناس، لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فتح مكة سنة ثمانٍ عُنوة، واستخلف على الحج سنة ثمان عَتّاب بن أَسِيد (١)، ثم ولّى الحجَّ في سنة تسع أبا بكر -رضي اللَّه عنه-، وكانوا يَحُجون على رُسومهم التي كانوا عليها، ولم يكن فُرض الحج على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا أُمر به، ليعود الزمان كهيئته، وعلى ما حج عليه إبراهيم الخليل -صلى اللَّه عليه وسلم- من مناسكه وأفعاله ورسومه.

وكانت حَجة عَتّاب وحجة أبي بكر في ذي القعدة، في النَّسيء الذي كان في الجاهلية، وكانت الحُمْس تَقِف عند المزدلفة يوم عرفة، وكانت العرب ممن لا وِلادة لها في قريش ولا حِلف تَقِف بعرفات، وكذلك كانوا في حَجّة أبي بكر


(١) أَسِيد: بفتح أوله، كما ضبطه الحافظ في تقريب التهذيب (ص ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>