للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً}

روى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: فلما أصبحنا ليلة نزلوا الحديبية، قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فصلى الصبح وصلينا معه، فلما انصرف حمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: "والذي نفسي بيده لقد غفر اللَّه للركب الليلة أجمعين، إلا رويكب واحد ليس منهم"، قال: فذهبنا ننظر فإذا أعرابي على قعود له قد نزل بين ظهراني القوم، ثم قال: "إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم"، قلنا: يا رسول اللَّه أهم خير منا؟ قال: "لا، لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه"، ثم قال بيده: "ألا إن هذا فصل ما بيننا وبين الناس، {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} " (١).

قال الشعبي: الفتح ها هنا الحديبية، وهم الذين غُفر لهم (٢).

وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يدخل أحد ممن بايعني تحت الشجرة النار" (٣).


(١) رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٦٧٤).
(٢) رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٦٧٤).
(٣) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم ١٤٧٧٨، وأبو داود في سننه برقم ٤٦٥٣، كتاب: السنة، باب في الخلفاء (ط الأرناؤوط)، والترمذي في سننه برقم ٣٨٦٠، أبواب: المناقب، باب: في فضل من بايع تحت الشجرة، وقال: "حسن صحيح"، عن جابر -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>