للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "فلما أبيح له في موضع، وحظر عليه في موضع، عُلم أن ذلك على الإيجاب، لا على الاختيار".

هذه بعض من أهم معالم منهج القاضي في تناول الأحكام، نبهت عليها تنبيهًا، وكل عنصر منه جدير بالدراسة المستقلة والشاملة والعميقة، التي تليق بمنزلة الكتاب ومصنفه، ولعل اللَّهَ جلَّت قدرته يسخر لهذا الشأن أقوامًا يقومون به على أتم وجه وأحسنِه.

[د- نقول ليست من "الأحكام"]

نجد في ثنايا بعض الكتب، بعض النقول عن القاضي بكر منها:

- ما نقله القاضي عياض (ت ٥٤٤ هـ) في الشفا في مواطن منها: قوله في نقد "قصة الغرانيق"، قال: "وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال: لقد بُلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير، وتعلق بذلك الملحدون، مع ضَعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع إسناده، واختلاف كلماته، فقائل يقول: إنه في الصلاة، وآخر يقول: قالها في نادي قومه حين أنزلت عليه السورة، وآخر يقول: قالها وقد أصابته سِنة، وآخر يقول: بل حدَّث نفسه فيها، وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك، وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأها، فلما بلغ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك قال: "واللَّه ما هكذا نزلت"، إلى غير ذلك من اختلاف الرواة" (١).

وممن أخذ هذا القول من المفسرين، القاسمي في محاسن التأويل (٢).


(١) الشفا (ص ٦٤٥).
(٢) (٧/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>