للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} إلى: {أَتْقَاكُمْ}

الشعوب: القبائل البعيدة والقبائل القريبة.

ومعنى القريبة والبعيدة: البعيدة المناسبة إلى مُضر، أو إلى تميم، أو إلى قيس، أو إلى ربيعة، وما أشبه ذلك، والقريبة: قربى القُرَشي من القرشي، والهِلالي من الهلالي، والفَزاري من الفزاري، والعَقيلي من العقيلي، والقُشَيري من القُشَيري، وما أشبه ذلك مما يقرُب ويبعُد.

وأما قوله سبحانه: {مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}، فإنه يعني من آدم وحواء عليهما السلام، ثم كل أحد من نسلهما أيضًا فمن ذكر وأنثى، خلا عيسى بن مريم عليه السلام، فإن اللَّه عز وجل خلقه من أنثى بغير ذكر.

فهذا معنى الشعوب والقبائل، وقد يدخل في ذلك من لم يكن من العرب بذكر الشعوب، وأنهم كلهم يتشعّبون من آدم عليه السلام.

وقد روي عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه خطب يوم الفتح، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال: "أما بعد، أيها الناس، فإن اللَّه تبارك وتعالى قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وتعاظُمَها، يا أيها الناس، إنما الناس رجلان، رجل بَرٌّ تقِيٌّ كريم على اللَّه، وآخَر شَقِي هيِّن على اللَّه، إن اللَّه عزَّ من قائل [يقول] (١): {إِنَّ


(١) ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>