للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٨ - ٧٩ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} إلى قوله: {حُكْمًا وَعِلْمًا}

[[إفساد البهائم]]

قال أبو حنيفة وصاحباه: ليس في هذه الآية ضمان، وإنما هو حكم في أُمة قبلنا، وأما الحكم في هذه الأُمَّة، فما جاء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "العجماء جُبار" (١)، فأخطأوا ما أريد بالعجماء، لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "العجماء جرحها جُبار، والمعدن جُبار"، وفي بعض الحديث: "العجماء الرجل جُبار"، أي (٢): إذا أصابت الدابة برجلها، فعُلم أن ذلك بعضه من بعض.

وليس الحرث وإفسادة من هذا الباب في شيء، لأن الحرث كل مزروع ومغروس، فلا يمكن أربابه حفظه وحراسته من الأنعام والمواشي والدواب بالليل والنهار، ولا بد لأربابها من أن تسرحها بالنهار ولا يمكنهم ضبطها، فإذا جاء الليل ضمّوها إلى مُراحاتها فأمكنهم حفظها، فجعل على أهل المواشي حفظها بالليل، وعلى أصحاب الحرث حفظها بالنهار.

وهذه الآية هي الأصل في ذلك، وحَكم به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فليس لأحد مخالفة الكتاب والسنة، رواه مالك، وابن عيينة، وغيرهما، عن الزهري، عن


(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة، رواه البخاري في صحيحه برقم ١٤٩٩، كتاب: الزكاة، باب: في الركاز الخمس، ومسلم في صحيحه (٥/ ١٢٧)، كتاب: الحدود، باب: جرح العجماء والمعدن والبئر جُبار.
(٢) في الأصل: أني.

<<  <  ج: ص:  >  >>