للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - ٣ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}

قال أبو هريرة: قدِمت المدينة ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بخَيْبَر، فوجدتُ رجلًا من غِفار يؤم الناس، فقرأ في الركعة الأولى من صلاة الصبح "سورةَ مريم"، وقرأ في الثانية "ويل للمطففين"، وكان فينا رجلٌ له مكيالان، مكيال صغير ومكيال كبير، يأخذ بواحد ويعطي بالآخر، فقلت: ويل لفلان، وقص قصتَه وإسلامَه.

والتَّطْفيف: أَلّا يُتِمَّ الشيء، فإن من نَقَصَ من صلاته، أو وضوئه، أو من مِكياله، أو من ميزانه، وما أشبه ذلك من سائر الأشياء، فهو مُطَفِّفٌ داخلٌ في معنى الآية.

قال مالك رضي اللَّه عنه: يقال لكل شيء وفاء وتَطْفِيف (١).

وأما قوله عز مِن قائل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ}، فإن العرب تقول: كِلْتُكَ ووَزَنْتُكَ، أي: كِلْتُ لك، ووَزَنْت لك، فيُسْقِطون حرف الجَرّ في أشياء من هذا النحو، وقال اللَّه تبارك وتعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} [الأعراف: ١٥٥]، أي: من قومه، يُسقطون حرف الجر إذا لم يُشْكل المعنى، لأن قوله: {وَاخْتَارَ}، قد أوجب أن الاختيار وقع على بعض دون بعض، فعُلم بلفظ الاختيار أنه قد اختير منهم، واللَّه أعلم.

إذا السماء انشقت، والسماء ذات البُروج، لم يُذكر فيهما شيء.


(١) الموطأ برقم ٢٢، كتاب الصلاة، جامع الوقوت، برواية يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>