للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥ - ٣٦ - قال اللَّه عز وجل: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}

قال الضحاك: أتى ابن الأزرق وعطية إلى ابن عباس فقالا: يا ابن عباس، أرأيت قول اللَّه: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}، وقوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: ٣١]، وقوله: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢]، وقوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣]، وقوله: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} [غافر: ٥٠]، وتَتَبّعا هذا النحو، فقال ابن عباس: وَيْحَك يا ابن الأزرق، إنه يوم طويل وفيه مواقف، فيأتي عليهم ما شاء اللَّه أن يأتي فينطقون، ثم يؤذن لهم بعد ذلك فيختصمون، ويأتي عليهم ما شاء اللَّه أن يأتي، وهم يجحدون ويحلفون له {كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، فإذا فعلوا ذلك، ختم اللَّه على أفواههم، وأنطق جوارحهم فشهِدت، ثم أنطق ألسنتهم بما صنعوا، وهو قوله سبحانه: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}، ويقال لهم: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ (١) رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} (٢).

عَمَّ يتساءلون، والنازعات، وعَبَس، وإذا الشمس كُوِّرَت، وإذا السماء انفطرت، ليس فيها شيء من الأحكام، واللَّه أعلم.

* * *


(١) في الأصل: ألم يأتكم.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٣٨٧) لعبد بن حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>