للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قال اللَّه عز وجل: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}

[[حد الزنا]]

هذه آخر آية نزلت في حد الزاني، ناسخة لقوله سبحانه: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} [النساء: ١٦]، ولقوله: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} إلى قوله سبحانه وتعالى: {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} [النساء: ١٥]، فلما نزلت هذه الآية قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خذوا عني، قد جعل اللَّه لهن سبيلًا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثّيب بالثّيب جلدُ مائة والرَّجْم" (١).

فكان الرجم بأمر اللَّه عز وجل، لأن عمر -رضي اللَّه عنه- أخبرنا أنهم كانوا يقرؤونها، فظنها قرآنا، وقد كان وحيًا، فعلمنا بذلك أنه من عند اللَّه، وأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- سنَّ مع الرجم كما سن مع جلد البكر التغريبَ.

ومن شأن السُّنة أن تنسخ السُّنة، والسُّنة لا تنسخ القرآن، وإنما ينسخ القرآن القرآن، والسُّنة فقد تشرح خفي القرآن ولا تنسخه، فلو كان جَلْد الثَّيِّب بالقرآن، لما جاز نسخه إلا بالقرآن، فنسخ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما سَنَّ من جَلْد الثيب بسُنته، لما رواه أبو هريرة وغيره أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجم ماعزًا ولم يجلده (٢).


(١) سبق تخريجه.
(٢) من روايات رجم ماعز ما رواه البخاري عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- برقم ٦٨٢٤، كتاب: الحدود، باب: هل يقول الإمام للمقر: هل لمست أو غمزت؟ قال: لَمّا أتى ماعِز =

<<  <  ج: ص:  >  >>